... ثُمَّ الْتَفَتَ ع
إِلَى وَلَدِهِ الْحَسَنِ ع
وَ قَالَ لَهُ :
ارْفُقْ يَا وَلَدِي بِأَسِيرِكَ
وَ ارْحَمْهُ
وَ أَحْسِنْ إِلَيْهِ
وَ أَشْفِقْ عَلَيْهِ
أَ لَا تَرَى إِلَى عَيْنَيْهِ قَدْ طَارَتَا فِي أُمِّ رَأْسِهِ
وَ قَلْبُهُ يَرْجُفُ خَوْفاً وَ رُعْباً وَ فَزَعاً
فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ ع :
يَا أَبَاهْ
قَدْ قَتَلَكَ هَذَا اللَّعِينُ الْفَاجِرُ
وَ أَفْجَعَنَا فِيكَ
وَ أَنْتَ تَأْمُرُنَا بِالرِّفْقِ بِهِ
فَقَالَ لَهُ :
نَعَمْ يَا بُنَيَّ
نَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ
لَا نَزْدَادُ عَلَى الْمُذْنِبِ إِلَيْنَا
إِلَّا كَرَماً وَ عَفْواً وَ الرَّحْمَةُ وَ الشَّفَقَةُ
مِنْ شِيمَتِنَا لَا مِنْ شِيمَتِهِ
بِحَقِّي عَلَيْكَ
فَأَطْعِمْهُ يَا بُنَيَّ
مِمَّا تَأْكُلُهُ
وَ اسْقِهِ مِمَّا تَشْرَبُ
وَ لَا تُقَيِّدْ لَهُ قَدَماً
وَ لَا تَغُلَّ لَهُ يَداً
فَإِنْ أَنَا مِتُّ
فَاقْتَصَّ مِنْهُ بِأَنْ تَقْتُلَهُ
وَ تَضْرِبَهُ ضَرْبَةً وَاحِدَةً
وَ تُحْرِقَهُ بِالنَّارِ
وَ لَا تُمَثِّلَ بِالرَّجُلِ
فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكَ رَسُولَ اللهِ ص يَقُولُ :
إِيَّاكُمْ وَ الْمُثْلَةَ
وَ لَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ
وَ إِنْ أَنَا عِشْتُ
فَأَنَا أَوْلَى بِالْعَفْوِ عَنْهُ
وَ أَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَفْعَلُ بِهِ
فَإِنْ عَفَوْتُ
فَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ
لَا نَزْدَادُ عَلَى الْمُذْنِبِ إِلَيْنَا
إِلَّا عَفْواً وَ كَرَماً